أثر المرونة الإستراتيجية على تعزيز الاستدامة المؤسسية في شركة توزيع كهرباء محافظات غزه

يهدف هذا البحث إلى تحليل أثر المرونة الإستراتيجية على تعزيز الاستدامة المؤسسية في شركة توزيع كهرباء محافظات غزة، وذلك من خلال دراسة مدى تبني الشركة لإستراتيجيات مرنة تساعدها في التعامل مع الأزمات وضمان استمرارية تقديم خدماتها. يعتمد البحث على المنهج الوصفي الارتباطي لتحليل العلاقة بين المتغيرات، حيث تم اختيار عينة عشوائية بسيطة مكونة من 140 موظفًا لتمثيل واقع العمل داخل الشركة. تم استخدام الاستبانة كأداة رئيسية لجمع البيانات، حيث اشتملت على محورين: الأول يتعلق بالمرونة الإستراتيجية بأبعادها الأربعة (الهيكلية، التشغيلية، التنافسية، والمالية)، والثاني يتناول الاستدامة المؤسسية بأبعادها (الاقتصادية، البيئية، والاجتماعية).

أظهرت نتائج البحث أن مستوى كل من المرونة الإستراتيجية والاستدامة المؤسسية في الشركة كان متوسطًا، حيث سجلت المرونة الهيكلية والتشغيلية تأثيرًا أعلى مقارنة بالمرونة التنافسية والمالية. كما بينت النتائج عدم وجود فروق ذات دلالة إحصائية بين العاملين في تقييم الاستدامة المؤسسية وفقًا لمتغيرات مثل الجنس، العمر، المستوى التعليمي، وسنوات الخدمة، بالإضافة إلى ذلك أوضحت الدراسة أن 45% من التغير في الاستدامة المؤسسية يعود إلى أبعاد المرونة الإستراتيجية، مما يعكس أهمية تطوير استراتيجيات أكثر تكيفًا مع الظروف الصعبة التي تمر بها الشركة. أوصى البحث بضرورة تعزيز تطبيق المرونة الإستراتيجية في الشركة، خاصة في الجوانب التشغيلية والمالية، وتوفير برامج تدريبية متخصصة لرفع كفاءة الموظفين في التعامل مع الأزمات والاستفادة من الاستراتيجيات المرنة، بالإضافة إلى البحث عن مصادر تمويل جديدة لدعم مشروعات الاستدامة وتعزيز الاستقلال المالي للشركة، وتبني التكنولوجيا الحديثة في إدارة الموارد وتحسين عمليات توزيع الكهرباء، ووضع خطط استباقية لتعزيز الاستدامة المؤسسية، مع التركيز على تحقيق التوازن بين الأبعاد الاقتصادية، البيئية، والاجتماعية.