الاندماج المصرفي ضرورة حتمية للتکيف مع متطلبات العولمة دراسة نظرية وتطبيقية على الواقع المصرفي المصري والعربي

ملخص البحث: يجتاح إعصار العولمة Globalization کافة مجالات الحياة في عصرنا الحاضر ، ولم يتخلف عن ذلک النشاط الاقتصادي ومنه بالطبع النشاط المصرفي ، وأصبح لا يمر يوماً إلا ونسمع عن موجة من الاندماجات الجديدة بين مصارف مختلفة کانت في يوم من الأيام مارداً قائماً بذاته وأصبحت بعد انتشار عصر العولمة المصرفية قزماً صغيراً لا يمکنه أن يعيش إلا إذا  شارک مارداً آخر ليشکلان في النهاية مؤسسات وبنوک عملاقة تستطيع أن تفرض وجودها وکلمتها على الساحة الاقتصادية ، وبالإضافة إلى ذلک فإن مرور العالم بعصر الت
نحن نعيش عصر البنوک العملاقة ، الکل فيه  ينطلق من حرکة ليکتسب مزيد من الحرکة ، ويعمل في تيار متدفق ، ومن هنا کانت هناک ضرورة للتکامل والاندماج والتعاون والمشارکة بين البنوک والمصارف ، لقد أظهرت الرؤية الحديثة للظاهرة الاندماجية التي تمت بين البنوک أن النماذج التقليدية للاندماج لم تعد ملائمة ، وأن هناک طرق بديلة يفضل إتباعها أصبح معها الاندماج ليس لاحتواء الآخر من أجل القضاء عليه وابتلاعه ، ولکن أصبح الاندماج لإحداث تحرک مع الآخر ولإبقاء عليه ، وبالتالي فالاندماج لا يتم بشکل تلقائي ، ولا يتم بالصدفة ، ولکن وفق إستراتيجية طويلة الأجل ، ووفق سياسات مرحلية وتکتيکات ذکية .
ومن هنا فإن الاندماج عمل رشيد ينشئ واقعاً جديداً ويدفع إلى احتلال مرکز أفضل ، فالاندماج المصرفي إذن يمکن اعتباره أحد  النواتج الأساسية للعولمة Globalization  ومن ثم هو أحد المتغيرات المصرفية العالمية الجديدة الذي تزايد تأثيره بقوة وبشکل خاص خلال النصف الثاني من التسعينات مع تزايد الاتجاه نحو عولمة البنوک کجزء من منظومة العولمة الاقتصادية ، وأصبح يشکل ظاهرة عالمية سواء على مستوى الدول المتقدمة أو النامية کأحد أهم الموضوعات التي تشهدها الصناعة المصرفية في الوقت الحاضر .
کتلات الاقتصادية العملاقة يستدعى ضمن أشياء أخرى بنوکاً ذات موارد مالية کبيرة واستعدادات تقنية متطورة وخصوصاً بعد أن تحررت البنوک من مفهومها التقليدي وأصبحت بنوکاً شاملة تقوم بکافة الأعمال من تمويل وتجارة ومساهمة وإنشاء وإدارة واستشارات واستثمار وغيرها من الأعمال المتعددة التي أصبحت تميز البنوک العملاقة في عصرنا الحديث .
ذلک أن العالم يعيش اليوم عصر الاندماج المصرفي Merger  ، عصر بنوک الأقوياء ، عصر لا حدود فيه من اجل التطور والارتقاء والفعالية ، نعم نحن نعيش عصر البنوک الضخمة  العملاقة ، البنوک القادرة على صنع مستقبلها الواعد وتأمين نجاحها فى هذا المستقبل .