التداعيات الإقتصادية لفيروس كورونا على رابطة دول الأسيان

يهدف البحث إلى قياس أثر التداعيات الإقتصادية لجائحة كورونا على النمو الإقتصادي بدول رابطة الأسيان, إعتمادا على نماذج السلاسل الزمنية المقطعية لبيانات ربع سنوية لمجموعة متغيرات إقتصادية تأثرت بالجائحة وتؤثر في ذات الوقت على النمو الإقتصادي بدول الأسيان. حيث تناولت الدراسة التطبيقية عينة مكونة من ثلاث دول, تم اختيارها على أساس تميزها بأعلى متوسط نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي للفترة من (2017-2022), التي تم تقسيمها إلى فترتين: فترة ما قبل الجائحة (2017-2019), وفترة الجائحة وما بعدها(2020-2022).ولقد توصلت النتائح إلى تأثير جائحة كورونا بشدة على دول الأسيان في الربع الثاني من العام (2020), وخاصة تدفقات الإستثمار الأجنبي المباشر لماليزيا وسنغافورة وتايلاند, وبالتالي حدوث انكماشات في صادرات هذه الدول, لأنها تعتمد على الصناعة من أجل التصدير. كما أشارت نتائج تحليل نماذج السلاسل الزمنية المقطعية إلى استقرار وسكون جميع سلاسل متغيرات الدراسة في شكلها الأصلي عند المستوى (0)I, ليدل ذلك على وجود تكامل مشترك وعلاقة توازنية طويلة الأجل لأهمية أثر كل من الإستثمار الأجنبي المباشر والصادرات وقوة العمل والتكوين الرأسمالي والانفاق في التعليم على النمو الإقتصادي بدول العينة.كذلك أوضحت النتائجملائمة نموذج التأثيرات الثابتة في شرح ما نسبته (76,8%) من التغيرات التي تحدث في حصة نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي بدولالعينة لفترة ما قبل الجائحة تعود إلى المتغيرات المستقلة المتضمنة في النموذج, بينما تبين من نتائج تقديرات النموذج لفترة الجائحة أن (65,7%) فقط من التغيرات التي تحدث في حصة نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي لدول عينة البحث ترجع إلى مجموعة المتغيرات المستقلة المتضمنة في النموذج, ليدل ذلك على تراجع دور عوامل النمو الإقتصادي أثناء فترة الجائحة في تفسير حصة نصيب الفرد.